Saturday, August 23, 2014

نظرة تاريخية لشخصية الفرد العراقي

ان شخصية الفرد العراقي البسيط تأثرت بمحيطه وخصوصا السياسي منه وبالتغيرات التي حصلت على الاقل خلال ال60 عاما الماضية التي احدثت شرخا كبيرا في التاريخ العراقي والعربي والانساني من خلال التغيير الجذري الذي طرأ على شخصية الفرد وانعكس على طريقة عيشه وبساطته وتفكيره .... ومن يريد ان يفهم ما قبل ال60 عام عليه ان يقرأ كتب وبحوث الاستاذ الكبير الراحل الدكتور علي الوردي الذي حاول فهم جزء من شخصية الفرد العراقي وانطلاقا من ذلك سوف الخص ذلك في مقال مقتضب خلال ال60 عام الماضي وانعكاسه على الحاضر والمستقبل.. ففي عام 1953 عندما توج الملك فيصل الثاني رسميا ملكا على العراق احب الشعب ملكه بطريقة غير مسبوقة كان هذا الملك الشاب بالفعل محط حب ورعاية الاغلبية المطلقة للشعب البسيط وبسبب النفوذ الشيوعي الكبير الذي اخذ يتسع في صفوف الطبقة الشابة المتعلمة (وكانت الحرب الباردة في اوجها) واخذ هذا المد يحول اراء الافراد البسطاء (كان حوالي ثلاث ارباع الشعب العراقي من الاميين) فأخذ الفرد الامي البسيط يمقت نظام الحكم والنفوذ الغربي فيه .


وعندما قام انقلاب (ثورة) 14 تموز يوليو 1958 ضد النظام الملكي اول خطوة فعلاها الانقلابيين (المنتفضين) هي السيطرة على مبنى الاذاعة والتلفزيون (قليل الانتشار) فأذاعوا البيان رقم واحد حيث سيطروا على قلوب الناس بسرعة البرق بسبب قلة وسائل الاعلام (او انعدامها بالاحرى) ولم يفهم الناس ما يدور حولهم الا انهم بطريقة عاطفية سعقوا بعملية القتل الوحشي للعائلة المالكة... الا ان ظهرت شخصية جماهيرية اخرى هي الزعيم عبدالكريم قاسم فسيطر مرة اخرى على عقول وقلوب الناس البسطاء (كذلك بسبب الضجة الاعلامية المحيطة بأنجازاته)

 ثم قام انقلاب (ثورة) رمضان 1963 فقام الانقلابيون بنفس الخطوة وهي السيطرة على الاذاعة والتلفزيون وبعدها انقلاب 17 تموز 1968 تكررت نفس الصورة (السيطرة على وسيلة الاعلام الوحيدة) وهنا ندرك منذ ذلك الوقت اهمية الاعلام الكبيرة في السيطرة على الناس وبعد تطور وسائل الاعلام خلال تلك السنين اصبحت الان تقوم بالغسيل الدماغي بكل سهولة وتستطيع تغيير افكار شعوب للاسف بالرغم من انحسار نسبة الامية بشكل كبير الا ان ما هو طاغي الان هي قلة الوعي لدى الفرد ... 
ويمكننا فهم فكرة اخرى من خلال هذه القراءة التاريخية هو سيطرة فكرة القائد الاوحد و(القائد الضرورة) على تفكير هذا الفرد من خلال الحكم العسكري الطويل الذي امتد من سنة 1958 الى سنة 1979 والحكم الذي ارتدى الرداء العسكري الذي امتد من 1979 الى 2003 لذا ولد لدى الفرد الاعتقاد بأن هذا الشخص فقط هو من يمكنه حل ازمات البلد وهذا ما رأيناه للاسف من بعض الناس في تأييد رئيس الوزراء المنتهية ولايته ...

No comments:

Post a Comment